الثلاثاء، 23 يونيو 2015

الاحتراق الذاتي ظاهرة حيرة العلماء


ما يعرف بالاحتراق البشري الذاتي وهو نوع من أنواع الأحتراق يحدث نتيجة تسخين الجسم ذاتيأ ، نتيجة حدوث تفاعلات كيميائية داخلية ، فهو لا يرتبط بأي طريقة بالعوامل الخارجية أو مؤثر حراري خارجي فالاشتعال يبدأ من الداخل أي من جسم الإنسان ويتصاعد حتى يقضي على الضحية .





 وفي بعض الأحيان لا يحترق الجسم كاملاً بل مناطق معينة، لكنها تتفحّم كلياً بسبب حرارة تبلغ بعض الأحيان 3000 درجة مئوية ، والغريب بالأمر أن الجسم وحده هو الذي يحترق ولكن ما حوله من ملابس وأثاث يبقى على حالة دون احتراق بستثناء بعض الحالات التي كانت الحراره فيها عالية وتركت أثار على الجسم وما حوله من ملابس وأثاث.
حيرة هذه الظاهرة الغريبة والمفزعة العلماء لعدم القدرة على تفسير الحالات التي تتحدى الواقع وتحيط بها تفاسير مخيفة تعيد ما حدث إلى المجهول.

 بعض النظريات التي تفسّر سبب حدوث ذلك الاحتراق :

  1. كثرة تناول الخمور التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول القابلة للاشتعال، لكن هذه النظرية نفيت بعد تجارب عدة على بعض الحيوانات. 
  2. أرتفاع  نسبة دهون بشكل كبير  لدى بعض الاشخاص، ، لكن فقدة هذه النظرية صحتها  لحدوث الحالة مع  بعض الأشخاص النحيلين .
  3. وجود الكهرباء الساكنة في جسم الأنسان ، وحدوث نوع من توليد طاقة داخلية كبيرة نتيجة خلل ما. 
  4. بعض التفاعلات الكيميائية ذات طبيعة انفجارية تحدث في الجهاز الهظمي في جسم الأنسان التي تدخل في بعض الغذاء، تشجّع على حدوث الاحتراق ، وهذا يحدث نتيجة سوء التغذية.
  5. حقل كهربائي في جسم الأنسان يعمل على حدوث تماس بطريقة غير معروفة ، كما يحدث في التفاعل النووي التسلسلي فينتج عنه حرارة هائلة.

وكما قلنا فجميع تلك النظريات غير مثبتة ولم يتم التأكد منها. فهو لغز لا يزال يحيّر العلماء، فعلى مدى 300 سنة سجل اكثر من 200 تقرير عن حالات احتراق ذاتي حصلت في جميع انحاء العالم دون سبب معروف .

اليكم بعض حالات من الاحتراق الذاتي حدثت عبر التاريخ :

  • وقد سجلت أول حالة عام 1637 ، عندما نشر الفرنسي يوناس دوبونت كتابه الذي يتضمّن مجموعة من الحالات والدراسات عن هذه الظاهرة، بعد تسجيل وقائع حادثة نيكول ميليت، حيث إنه اتهم الزوج بارتكاب جريمة قتل فيها زوجته، في حين أقنعت المحكمة أن الزوجة قتلت بفعل الاحتراق الذاتي، وتم العثور على رماد الزوجة على سريرها وهي من السيدات المفرطات في شرب الكحول، ولم يبق في جسدها سوى الجمجمة، والغريب أن ملاءة السرير لم تحترق إلا بشكل ضئيل.
  • من أقدم الحالات احتراق فرنسيّ مدمن للكحول فبمجرد ان غط  في النوم، تحول بعد دقائق إلى رماد بعد أن تفحّم تماماً.
  • حدث في عام 1938، في مقاطعة إنكليزية وأمام حشد من الناس، أن احترقت فيليس نيوكومب بالكامل خلال دقائق ولم يستطع أحد أنقاذها.
  • كما وجدت مدمنة الكحول غريس بيت والبالغة من العمر 60 عاماً التي تسكن في مدينة أيبسويتش إنكلترا، ملقية على الأرض، كانت ابنتها أول من شاهدها وكان جسدها قد تحول إلى رماد ، دون وجود لهب ظاهر على ملابسها الموجودة بقربها على الإطلاق. 
  • في تقرير للباحث إيفان ساندرسون مؤسس جمعية تقصّي المجهول إن سيدة تدعى ماري كاربنتر اشتعلت فيها النار اثناء قيامها بنزهة غلى البحر مع عائلتها احترقت، ولم يستطع أولادها وزوجها إطفاء النار حتى بواسطة مياه البحر. 
  • بتاريخ 2 يوليو 1951 أثارت حالة ماري ريسير ، حيث عُثر عليها في شقتها صباحاً، ،على شكل  كومة من الرماد، عدا جمجمتها وكامل قدمها اليسرى.  
  • في 1 يوليو 1951 ربما تكون حالة ماري هاردي البالغة من العمر 67 عاماً الأكثر شهرة، التي تسكن في ولاية فلوريدا حيث اشتعل جسدها فيما كانت تجلس على الكرسي. لاحظت جارتها التي تسكن بجوار منزلها مقبض الباب الخارجي شديد الحرارة ، فأسرعت الى  طلب المساعدة وعندما رجعت وجدة السيدة مفحمة و كل ما تبقى من جسم تلك المرأة التي تزن 79 كغ ، كرسيّها وبطانة الكرسيّ من النوابض المسودة وجزء من عظام ظهرها وبقايا جمجمتها التي تبلغ حجم كرة بيسبول و 5 كلغ من الرماد المحترق.
  • في 18 مايو 1958، عُثر على الجسد المتحلل لآنّا مارتين البالغة من العمر 68 عاماً من غرب فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، حيث لم يتبق سوى حذائها وجزء من جذعها، وتقرير الطب الشرعي تحدث عن حرارة تراوح بين 1700 و 2000 درجة مئوية. 
  • في 5 ديسمبر 1966، وجد رماد الدكتور ج. ايرفينغ بنتلي البالغ من العمر 92 عاماً ملقياً على أرض الحمام ومتفحماً بنسبة الثلثين، ووجدت ساقه منفصلة عن بقية جسده، فيما لم يتأثر دهان الحمّام. 
تفسير الدين للاحتراق الذاتي :

  • في العصور الوسطى قالت الكنيسة معلقة على اكتشاف حالات من الاحتراق الذاتي، إن ذلك مرتبط بكثرة الذنوب، حيث إن البعض لا تتحمّل روحه هذه الذنوب فيحدث الاحتراق الكلي في جسده، 
  • أما في الدين الإسلامي وحسب موقع "ملتقى أهل التفسير"، فقد ورد في القرآن الكريم الآية التالية في سورة البقرة في قوله تعالى: "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ"، وجاء في تفسير بن كثير: وقوله تعالى " فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين"، أما الوَقود بفتح الواو فهو ما يلقى في النار لإضرامها كالحطب ونحوه كما قال تعالى: "وأما القاسطون فكانوا لجهنّم حطبا". ويقول الموقع إن ربط ظاهرة الاحتراق الذاتي لتلك الأجساد مع هذه الآيات، يشير إلى أن جسم الإنسان هو في حقيقته وقود بكل معنى الكلمة ، وأن اشتعال جسم الإنسان يمكن أن يكون ذاتياً متى ما توافرت الأسباب الداعية للاشتعال، وهذا أشدّ أنواع الجحيم أن يكون وقود النار الذي يعذب بها الإنسان هو جسم الإنسان نفسه، فالنار تبدأ من داخل جسم الإنسان ثم تأتيه من خارج جسمه، وهذه صورة مفزعة لهذه الجحيم لا يوازيها إلا صورة تلك الأجساد وقد تحولت إلى كومة من رماد ، وقد احترقت بشكل مخيف يعكس قدرة ذلك الوقود البشري وسرعته في حرق الأجساد، والله أعلم. 

وختاماً تبقى هذه الظاهرة مثار جدل، حيث إن معظم العلماء يميلون الى إخفائها نظراً لعدم القدرة على تحديد التفسير العلمي الدقيق، وربّما يكون أكثر من استفاد من هذا الموضوع كتّاب الخيال العلمي الذين ضجّت قصصهم بمثل هذه الأحداث.

0 التعليقات:

إرسال تعليق