الخميس، 18 يونيو 2015

سلوكيّات سلبية يصعب التخلص منها



يعتقد البعض انه إذا كانت لا تدخن أو  تتناول المخدرات فهو خالٍ كليًّا من العادات السيئة، ولكن ماذا لو كنت تقضم أظافرك أو تمص شفتيك ​​مرارًا وتكرارًا؟ العادات السيئة ليست نوعًا من الإدمان، إنها مجرد سلوكيّات سلبية للحد من التوتر، والاسترخاء، وهي ليست خطيرة عمومًا، ولكنها قد تزعج من حولك.

ولكن كيف يمكنك التوقف عن ممارسة عادتك أو عاداتك السيئة؟
تؤدي هذه العادات والسلوكيات الى افراز هرمون السعادة ( الدوبامين) ، وهي مادة كيميائية تمثّل جزءًا من نظام المكافأة في الدماغ، حيث أن ممارسة أية عادة تجعل الدماغ يفرز هذا الهرمون، وبالتالي تشعر أنت بالسعادة فتربط بين شعورك هذا وعادتك السيئة فتستمر في ممارستها وأنت تعلم جيدًا أنها خاطئة أو سيئة، وقد وجد الباحثون أن العادات تشكل مسارات عصبية مألوفة في الدماغ وعندما يتحول أي سلوك إلى روتين فإن هذا يحرر عقلك من التركيز على أمور أخرى.

دعونا نستعرض معاً قائمة من العادات والسلوكيات التي  من الصعب التخلص منها وأيضًا طرق ستساعدك على التغلب عليها:
v      تناول الوجبات الخفيفة .



تناول وجبة خفيفة من الأطعمة المغذية مثل الفواكه والخضروات لا يمثل مشكلة، بينما تناول الآيس كريم كوجبة خفيفة في الليل هنا المشكلة ، بل إنها أصعب عادة يمكن التخلص منها، حيث أن اختيار وجبة خفيفة دسمة وغنية بالسكريات والدهون هي مشكلة ويمكن أن تسبب لك الكثير من المشاكل الصحية مثل ارتفاع السكر وتكدس الدهون في جسمك.
 ولكن ما هو السبب وراء اختيار وجبات خفيفة ذات سعرات حرارية عالية مثل الآيس كريم في نظرك؟
السبب هو ان الدماغ هو من يدفعك إلى ذلك حيث يجعلك تحس بالرضا والسعادة بعد هذه الوجبات لأن الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات تحسن المزاج من خلال إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والفانيلويدي التي يمكنها تخفيف التوتر وحتى الألم الجسدي، ولكن هذا الشعور بالرضا مؤقت تتبعه العديد من السلبيات، منها الشعور بالذنب واكتساب الوزن، وبالتالي الحل هو تناول وجبات خفيفة صحية مثل المكسرات او الخضروات او الفواكهة.....
v      قضم الأظافر

قضم الأظافر ليست عادة غير صحية ، ولكنها تبقى عادة محرجة، وهي غالبًا ما ترتبط بالقلق، ويمكن للشخص أن يعرف حالتك النفسية فقط من خلال نظرة عابرة إلى يديك!
وفي  الطبعة الخامسة من تشخيص الرابطة الأمريكية للطب النفسي وفهرس الاضطرابات العقلية تم تصنف قضم الأظافر ضمن اضطرابات السلوك المتكررة التي تركز على الجسم، مع نتف أو تدوير الشعر وقضم الجلد، ويرتبط بالسلوكيات المميزة لاضطراب الوسواس القهري، مع فارق واحد كبير هو أن معظم الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري يريدون التخلص من هذه العادات لأنهم لا يجدون أية متعة في القلق الشديد بشأن أحذيتهم أو غسل أيديهم! بينما غيرهم يجدون في قضم الأظافر متعة وطريقة لتخفيف التوتر.
ومن مضار عادت  قضم الأظافر انها قد تؤذي بشرتك وتعرض نفسك لخطر النزيف والعدوى البكتيرية.  و لوقف هذه العادة، الحفاظ على أظافرك مشذبة، وهناك بعض الناس الذين يلجؤون إلى وضع مواد مرة أو حتى ضمادة على الإصبع لتذكير أنفسهم لوقف القضم .

v      المماطلة

المماطلة هي فشل في تنظيم السلوك يمكن أن تكون عادة سيئة حقًا، حيث أن المماطلين يؤذون أنفسهم قبل اي شخص اخر، فهم يعرضون أنفسهم للاختبار ودفع الرسوم المتأخرة بشكل روتيني للفواتير وشراء الهدايا عند الذهاب إلى الحفلة، والنتيجة غالبًا ما تكون علامات ضعيفة في الاختبار، والمال الضائع والوصول في وقت متأخر إلى الحدث.
من الصعب أن نفهم الدافع وراء المماطلة ولكن هنا بعض الأسباب الشائعة لهذه العادة:
·         السعي للحصول على المزيد من الأدرينالين
·         الخوف من اتخاذ قرارات سيئة
·         التمرد ضد الوالدين
·         الخوف من الفشل أو النجاح
يكون السبب الذي يدفعك الى المماطلة هو وجود مشكلة في حياتك،وللتخلص منها عليك :
·         أن تكون استباقيًّا،
·         وعليك وضع أهداف واضحة،
·         ويمكنك اللجوء إلى المكافآت إذا لزم الأمر ،تخيل كيف ستشعر عند استكمال أي مشروع إلى النهاية في الوقت المحدد.
·         ويمكنك تكليف شخص ما بمراقبة عملك والتحقق منه إذا قررت فعلًا التخلص من هذه العادة.
v      الشّتم

كثيرًا من الناس يعتبرون الشتم شيئًا مبتذلًا  ،فعندما يبدأ أحدهم بالشّتم على شاشة التلفزيون ، البعض يجد الأمر مضحكًا ، لكنه غير مضحك في الحياة الحقيقية، حيث أن الشخص الذي يشتم كثيرًا ضعيف ولا يستطيع ضبط نفسه وغير قادر على التعبير عن نفسه بشكل صحيح.
في حين وجد باحث بريطاني أن الشتم ساعد مرضاه على تحمل الألم أفضل من أولئك الذين قالوا كلمة محايدة! ومع ذلك، حذر نفس الباحث من أن الشتم يفقد فعاليته العاطفية مما يقلل من قدرته على تخفيف الألم
نصائح للتخلص من عبارات والفاظ الشتم :
1.      تظاهر بان جدتك او ابنتك الصغيرة تسترق السماع لما تقول من فوق كتفك
2.      حاول التدرب على الصبرعندما تقف في صف او تعلق في زحمة السير اسال نفسك:
هل التاخر لدقائق اضافية معدودة يعني شيئا؟ اذا كنت متاخرا بالفعل حاول ان تهديء نفسك، لانه ليس هناك مايمكن ان تفعله ازاء ذلك.
3.      طريقة (جرة الشتم) : إنها جرة أو وعاء تضع فيها مبلغًا محددًا من المال في كل مرة تشتم فيها دون داع، ولكن عليك أن تقرر تخصيص هذا المال لشيء غير ممتع كوضعه في حساب التقاعد الخاص بك أو لسداد الديون وإلا ستمنح نفسك سببًا وجيهًا للاستمرار في هذه العادة السيئة التي أصبحت منتشرة، فالكل يشتم على ما يستحق وما لا يستحق القسم.
v      مضغ وعض العلكة

هذا السلوك يشبه إلى حد كبير قضم الأظافر أو لوي الشعر، ويمكن أن يصبح سلوكًا لاواعي يستخدم لتخفيف التوتر أو الملل.
وبعض الاشخاص يلجؤون الى مضغ العلكة لينعش النفس، وهي ليست مثالية لتفجير فقاعات، ولذلك بعض الناس يلجؤون إلى عضها بطريقة تصدر صوتًا.
ومع ذلك، للعلكة بعض الإيجابيات، فقد وجد الباحثون أنه يجعل الناس يركزون بشكل أفضل في اختبارات خفة الحركة العقلية لمدة 20 دقيقة، وربما هذا هو السبب في أن بعض الناس يفعلون ذلك في العمل.
المشكلة هي أن صوت فرقعة العلكة يمكن أن يشتت تركيز الاشخاص من حولك، حتى أنهم قد يمزقون شعورهم أو يشتكوا منك إلى المدير! لذلك اذا كنت من الذين ينهشون العلكة كثيرا عليك ايجاد ريقة اكثر هدوءأ للسيطرة على توترك ، وبشأن القلق من رائحة الفم الكريهة ، يمكن استبدال العلك بسكاكر النعناع .
v      التأخر

التأخر قد يكون سببًا في أستياء عائلتك واصدقاءك منك بسبب تأخرك الدائم وتفويتك لبعض الأحداث الكبيرة بسبب هذه العادة السيئة إذا كنت دائمًا آخر الواصلين إلى الجمع، أو إذا كنت قد فوّتّ لحظة كبيرة من الحدث، وقد يكون سبب في طردك من وظيفتك ، حيث يجعلك تبدو غير مهني وغير منتظم في حياتك العملية.
قد ينبع التأخر من عدم وجود الحافز الذاتي، أو كثرة انشغالات الحياة، بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الناس يشعرون بنوع من السعادة عندما يجعلون الآخر ينتظرهم! والبعض الآخر يتأخر بسبب إفراطه في التفاؤل حول الوقت اللازم فعلًا للانتقال من النقطة إلى النقطة اخرى.

كيف يمكن التخلص من التأخر؟
1.      تجنب الثقة بساعتك الداخلية.
2.      وحاول أن تحسب الوقت جيدّا، على سبيل المثال، كم من الوقت الذي تستغرقة للوصول إلى العمل، بما في ذلك حركة المرور في ساعة الذروة..
3.      وإذا كنت شخصًا مشغولًا جدًّا، فعليك أن تعين تذكير على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول والتأكد من جدولة بعض الوقت للتوقف أثناء النهار!

v      المقاطعة

من اسواء العادات هي المقاطعة سواء كانت من قبل المتسولين على الطيريق ، او من قبل الاصوات سواء صوت الهاتف او صوت الضوضاء في الشارع ، الكن أسوأ طرق المقاطعة هي المقاطعة اللفظية، خاصة عندما يكون الشخص نفسه يفعل ذلك مرارًا وتكرارًا!
هناك سبب واحد يجعل مقاطعة الآخر في بعض الأحيان ضرورية وهو إذا كان لدى هذا الشخص سؤالًا مهمًّا يجب طرحه حيث انه لا يمكنه الانتظار حتى النهاية، ففي بعض الأحيان الحصول على اهتمام المتكلم هو أمر مقبول، عليك فقط أن تفعل ذلك بأدب.
وترتبط مقاطعة الاخرين ارباط وثيق بالسلطة، أي الذي يسمح لهم بالتحدث والذين لا يسمح لهم بذلك، فقد لا يتردد في مقاطعة مرؤوسك في العمل، لكنك لن تقاطع رئيسك أبدًا!
من الافضل الانتظار حتى ينتهي الشخص الآخر من كلامه بغض النظر عن ما هية العلاقة التي تربطك بالمتحدث و محاولة التركيز على ما يقوله ، و إذا كنت تشعر بالحاجة إلى  مقاطعته فقط اسأل نفسك ماذا سيحدث لو انتظرت ؟؟
(ربما، لا شيء.) و يمكنك  تدوين الملاحظات إذا كنت خائفا من نسيان ما كنت ستقوله لاحقا.
v      النميمة

البعض منا لا يمكن أن يقاوم تقاسم معلومة صغيرة مع الآخر، إنها وسيلة للتواصل مع الآخرين، ورفع وضعنا الاجتماعي في عيونهم ، وفي بعض الأحيان يساعد هذا الأمر على زيادة الثقة بالنفس.

قد تبدو النميمة وسيلة غير ضارة لتمرير الوقت، ولكن لها تداعيات كبيرة منها:
1.      في مكان العمل، يمكن أن يكون القيل والقال مشكلة كبيرة لأنه يمكن أن يخفض الروح المعنوية، وبالتالي انخفاض الإنتاجية.
2.      وقد مزقت العائلات بواسطة الأسرار التي لم يكن من المفترض أن يتم الكشف عنها، والنميمة أيضًا تمنحك نوعًا من السلطة، حيث أن من يملك المعلومات يمكنه التحكم فيمن يستحق أن يشاركه هذه المعلومات ومن لا يستحق ذلك.
فإذا كنت قلقًا من هذه العادة السيئة فعليك الانتباه إلى المواضيع التي تتحدث عنها، حتى كان من الصعب عليك أن تتوقف عن النميمة لأنها تشعرك بالرضا فما عليك إلا أن تسأل نفسك كيف سيكون شعورك إذا كان الجميع يتحدث عنك بشكل سيء؟

v      التململ

التململ ومثل قضم الأظافر وغيرها من ما يسمى بالعادات العصبية، يمكن أن يكون وسيلة لمحاربة الملل، أو إنفاق الطاقة الزائدة وتخفيف التوتر.
هذه العادة السيئة ليست سيئة كليًّا،فهي ببساطة تعني أنك لا تزال غير قادر على الثبات في مكانك.
  يعتقد بعض الباحثين أن التململ يعمل على :
1.      يقلل مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول والذي يمكن أن تؤثر سلبًا على التعلم،
2.      والتململ أثناء الاختبار قد يجعل أداءك أفضل لأن أجزاء من المخ التي تتحكم في الحركة والكلام توجد في نفس المنطقة،
3.      كما أن التململ أو التحرك قد يساعد أيضًا على صياغة الفكرة قبل نطقها بصوت عالٍ.
4.      يمكنك أيضًا حرق 350 سعرة حرارية إضافية فقط من التململ طوال اليوم،
5.      ولكن التململ يبقى واحدة من تلك العادات السيئة التي يمكن أن يكون لها الأثر الاجتماعي، لا سيما إذا كان كثيرًا ومزعجًا للآخرين.
عندما يطلب من شخص يتململ كثيرًا أن ينتبه، فإنه يتوقف عن فعل ذلك، أو على الأقل يجد طريقة لكي لا يزعج الآخرين، ولكن إذا كنت تعاني من هذه العادة وتعجز عن التوقف عنها ، فيمكن أن يكون هناك شيء أكثر خطورة. حيث أن التململ المدقع هو عرض من أعراض عدة شروط، بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه فرط النشاط (ADHD)، واضطراب ثنائي القطب ومتلازمة توريت، وبالتالي لابد من طلب مساعدة مهنية في هذه الحالة.

v                  الإفراط في استخدام الشاشة

من السهل للغاية أن تقضي كل ساعات يومك محدقًا في الشاشة، سواء جهاز كمبيوتر أو التلفزيون أو الكمبيوتر اللوحي أو الهاتف. معظمنا يستخدم أجهزة الكمبيوتر في العمل، لذلك قد يقضي أمام الشاشة 40 ساعة على الأقل في الأسبوع ولا مفر من هذا الامر، ولكن ماذا عن مشاهدة التلفزيون لساعات متوالية أو قضاء ساعات في الفيسبوك محدقًا بنهم؟ كيف يمكن لهذا الأمر أن يؤثر عليك؟
وجد العلماء أن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة يمكن أن يسبب تعب العين وعدم وضوح الرؤية، ورغم أن هذه الأعراض ليست دائمة، إلا أنها غير سارة إطلاقًا، وتشير البحوث أيضًا إلى أن قضاء الوقت بشكل مفرط أمام الشاشة يمكن أن يؤذي الدماغ، حيث أن الإدمان على الألعاب مثلًا لدى المراهقين يمكن أن يسبب تلفًا في الفص الجبهي.
مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت بالتأكيد له فوائد، ولكن إذا كان يمنعك من قضاء الوقت مع الأصدقاء، وتسمع شكاوي من عائلتك، أو تفشل في إنجاز عمل ضروري لأنك كنت مشغولًا جدًّا على شبكة الإنترنت، فقد تحتاج لبدء وضع بعض الحدود.
مثلًا إذا كنت دائمًا تأخذ هاتفك معك إلى الحمام، فعليك أن تبذل جهدًا واعيًّا لتركه في غرفة أخرى وعليك تناول وجباتك على الطاولة بدلًا من أمام التلفزيون، وقراءة الكتاب الورقي في بعض الأحيان. أو تحميل بعض الملفات الصوتية والاستماع إليها حين تذهب للنزهة.

هناك تعليق واحد: