التجرد المطلق من كل هدف ومن كل غاية ، ومن كل مطمع - حتى رغبة المؤمن في غلبة عقيدته وانتصار كلمة الله - وقهر أعداء الله - حتى هذه الرغبة يريد الله أن يتجرد منها المؤمنون ، ويكلوا أمرها إليه ، وتتخلص قلوبهم من أن تكون هذه شهوة لها ولو كانت لا تخصها!
إن الأرض لله... وما فرعون وقومه إلا نزلاء فيها. والله يورثها من يشاء من عباده -وفق سنته وحكمته- فلا ينظر الداعون إلى رب العالمين؛ إلى شيء من ظواهر الأمور التي تخيل للناظرين أن الطاغوت مكين في الأرض غير مزحزح عنها.. فصاحب الأرض ومالكها هو الذي يقرر متى يطردهم منها!
الصبر وسيلة المؤمنين في الطريق الطويل الشائك الذي قد يبدو أحيانا بلا نهاية! والثقة بوعد الله الحق، والثبات بلا قلق ولا زعزعة ولا حيرة ولا شكوك...
الصبر والثقة والثبات على الرغم من اضطراب الآخرين، ومن تكذيبهم للحق وشكهم في وعد الله؛ ذلك أنهم محجوبون عن العلم محرومون من أسباب اليقين، فأما المؤمنون الواصلون الممسكون بحبل الله فطريقهم هو طريق الصبر والثقة واليقين. مهما يطول هذا الطريق، ومهما تحتجب نهايته وراء الضباب والغيوم!
إن الجاهلية هي الجاهلية . . فلا تتغير إلا الأشكال والظروف!
0 التعليقات:
إرسال تعليق