الخميس، 18 يونيو 2015

اصل مقولة حاميها حراميها...




في أثناء الحكم العثماني قرر ثلاثة طلاب للعلم السفر من مصر الي العراق لزيارة ضريح أحد الأولياء الصالحين, وكان بحوزتهم الكثير من المال  للإنفاق علي الرحلة, وهم في الطريق فجأة صادفهم شخص يجيد فن الكلام المعسول والوعود البراقة ،ولذلك لم يفكر احدهم ولو للحظة ان يكون هذا الرجل نصابا او لص لأن علامة السجود كانت تملأ وجهه والابتسامة لا تفارق شفتيه, فضلا عن حديثه الذي لم يخل من ذكر اسم الله.. فهل من المعقول الشك في رجل يتمتع بهذه الصفات.


وساروا جميعا وبعد بضع ساعات اختفي الرجل الرجل الطيب وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته بعد أن سرق كل ما لديهم من أموال وظلوا يبحثون عنه حتي عثروا عليه فحاول الهرب,  ولكن بهذه الأثناء كانت تمر أمامه فرقة من العسكر ألقت القبض عليه وتم ترحيله الي الحاكم الذي استقبلهم بحفاوة وبصدر رحب وسمع منهم القصة كاملة فطلب من الجميع مغادرة الغرفة حتي يستجوب السارق علي انفراد، في هذه الأثناء وكان هناك رجل بغدادي طيب القلب يراقب ما يجري حوله..
 وبعد حوالي ساعة خرج الحاكم وهو يصيح في وجهالطلاب الثلاثة مؤكدا لهم أنه لم يجد مع الرجل أي مسروقات . وترك المجلس وخرج غاضباً.

 وهنا قال لهم البغدادي دعوني أتحدث مع اللص علي انفراد, وبالفعل جلس معه وقال له لو قمت برد المال الحرام لأصحابه سوف أعطيك قطعة ذهبية حلال، فأخبره أن العسكر أجبروه علي عدم الاعتراف كما أن الحاكم هدده بالإعدام لو قام برد المبلغ..
فقال له البغدادي حقا حاميها حراميها ولكن يا بني لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فخرج اللص ورد المبلغ الي أصحابه وصارت هذه هي قصة المثل الشعبي حاميها حراميها الذي تتناقله الأجيال حتي الآن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق